إن من الجميل أن تكون متواجداً بين الناس وقوي الحضور حيثما تكون وفي أي مكان.
ومن محاسن الإنسان رجلا كان أم امرأة أن يكون على ثقة عالية بمعلوماته ومتمسكاً بمبادئه
وأفكاره وآرائه، لكن ذاك بالطبع لايعني أن تكون متصلباً في موقفك لإثبات أنك قوي،
ولاتتراجع عن موقف من مهما كان السبب، فالذين يتظاهرون بأنهم على حق دوماً ما يخسرون
ذلك الاحترام الذي يستحقونه، لأن الناس يرونهم مخادعين.
وحين ندعوك إلى التحلي بالمرونة وإعادة النظر في معلوماتك أو مواقفك المشرفة
والتحقق من انك تسير وفق منهجيتك السليمة، فإن ذلك لايعني أن نقلل من شأن نفسك، فالإنسان
يفقد احترام الآخرين عندما يقلل من شأن نفسه، ولذا عليك أن تتجنب الاعتذار المتكرر التي
تمارسه مع معظم الناس فيما يدعو الى الاعتذار فعلاً وفيما لايدعو إلى ذلك. فالإعتذار في
مناسبته أمر جيد ولكن دون مبالغة في ذلك.
والحديث عن فرض الاحترام على الآخرين يقود الى إثارة مسألة التأثير فيهم، وهذه حالة
لا تخلو من الحساسية، فيفترض ألا تكون فجاً بحيث تشعر الآخر بأنه عرضة لرأي يفرض
عليه. وكذلك حين يتعلق الأمر باتخاذ القرارات، فمن الطبيعي أن يبدأ المرء من تعامله مع
أسرته، فأسلوبه في تعامله معهم يحدد ملامح شخصيته، وبالطبع ينبغي الحرص من الشخص
على ألا يكون متناقضاً مع نفسه فيكون داخل بيته شخصاً آخر تماماً عن خارج بيته.
فيا أخي وعزيزي القارئ تجنب هذه الأمور واحرص على ماتقوله بعد تفكير يسير.
ناشط اجتماعي
صالح بن علي